تستورد 43 مليون برميل شهرياً من طهران.. مصالح الصين في إيران

تستورد 43 مليون برميل شهرياً من طهران.. مصالح الصين في إيران -- Jun 25 , 2025 12

تنأى الصين بنفسها عن الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل، رغم كونها أحد أقرب حلفاء طهران وأكبر مشترٍ للنفط الإيراني، مكتفية بالدعوة إلى التوصل لحل دبلوماسي.


دعمت بكين طهران، الخاضعة للعقوبات الأميركية، في إطار سعيها لتعزيز نفوذها الاستراتيجي والاقتصادي في الشرق الأوسط. وفي عام 2021، وقع البلدان اتفاقية تعاون لمدة 25 عامًا، إلا أن التفاصيل الكاملة لهذه الاتفاقية لم تُكشف بعد، ويشير محللون إلى أن تنفيذها لا يزال محدودًا.

ورغم هذه الاتفاقية، فإن حجم الاستثمارات الصينية في إيران لا يزال أقل مقارنة بما تضخه بكين في دول أخرى بالمنطقة، وفقا لـ"رويترز".

وقال الخبير في شؤون الصين والشرق الأوسط بجامعة خرونينغن في هولندا، بيل فيغورا: "الشركات الصينية المملوكة للدولة تتجنب إلى حد كبير الاستثمار في إيران، ويعود ذلك في الغالب إلى مخاوف من انتهاك العقوبات الأميركية".

ووفقًا لتقديرات معهد "أميركان إنتربرايز"، فإن إجمالي الاستثمارات الصينية في إيران منذ عام 2007 يقل عن 5 مليارات دولار، بينما تُظهر بيانات وزارة التجارة الصينية أن الاستثمارات المباشرة بلغت 3.9 مليار دولار حتى نهاية عام 2023.

بالمقابل، تُقدَّر استثمارات بكين في الإمارات بأكثر من 8.1 مليار دولار خلال الفترة من 2013 حتى 2022، ونحو 15 مليار دولار في السعودية بين عامي 2007 و2024.

تستورد الصين نحو 43 مليون برميل من النفط شهريًا من إيران، ما يعادل قرابة 90% من صادرات طهران النفطية، ويُشكّل حوالي 13.6% من إجمالي واردات الصين من النفط الخام.

ووفقًا لبيانات شحن شركة "فورتيكسا"، فإن نحو 65% من النفط الخام والمكثفات المنقولة عبر مضيق هرمز تتجه إلى الصين.

وفي عام 2016، وقّعت شركة البترول الوطنية الصينية اتفاقًا بقيمة 4.8 مليار دولار مع شركة "توتال" الفرنسية لتطوير حقل غاز "بارس الجنوبي" البحري، بالتعاون مع شركة إيرانية حكومية.

قدّرت حصة الشركة الصينية بـ30%، بقيمة 600 مليون دولار، لكنها انسحبت من المشروع عام 2019 تحت ضغط أميركي.

وفي عام 2009، وقعت الشركة الصينية اتفاقية لتطوير حقل "آزادكان الشمالي"، وقدرت قيمة المرحلة الأولى بنحو ملياري دولار. وتم تصدير أول شحنة من هذا الحقل بحجم مليوني برميل إلى الصين في 2016.

وفي عام 2007، وقعت شركة "سينوبك" الصينية، أكبر شركة تكرير في البلاد، اتفاقًا بقيمة ملياري دولار لتطوير حقل "يادافاران" النفطي. كما وقعت عام 2017 عقدًا بقيمة 2.1 مليار دولار لتطوير مصفاة في مدينة عبادان، ولا تزال المصفاة قيد الإنشاء.


وفي عام 2024، وقّعت شركة "إل.دي.كي سولار" الصينية اتفاقية مع مجموعة "غدير" الاستثمارية الإيرانية لبناء محطة طاقة شمسية ضخمة باستثمارات تقارب مليار يورو (1.16 مليار دولار)، ومن المتوقع أن تولّد المحطة نحو ملياري كيلوواط/ساعة سنويًا.

السكك الحديدية والمعادن
في عام 2018، وقّعت "مؤسسة صناعة الآلات الوطنية الصينية" اتفاقية بقيمة 5.3 مليار يوان (738 مليون دولار) لتوسيع وتجديد خط سكك حديدية يربط طهران بمدينتي همدان وسنندج في غرب إيران.

وفي العام نفسه، وقّعت شركة تابعة لـ"شركة الصين لإنشاءات السكك الحديدية" عقدًا بقيمة 3.5 مليار يوان لتنفيذ مشروع خط سكة حديد بطول 263 كيلومترًا بين كرمانشاه وخسروي، على أن يتم تنفيذه خلال 48 شهرًا.

كما وقعت شركة "نورينكو الدولية" الصينية عام 2018 اتفاقية لبناء أول خط ترام في مدينة قزوين الإيرانية، بقيمة تقديرية تبلغ نحو 150 مليون دولار.

وفي 2017، وقّع "بنك التصدير والاستيراد الصيني" اتفاقية بقيمة 1.5 مليار دولار مع بنك حكومي إيراني لتطوير وتزويد خط سكة حديد طهران–مشهد بالكهرباء، بطول 926 كيلومترًا، في إطار "مبادرة الحزام والطريق". غير أن المشروع تعثر لاحقًا بسبب صعوبات في مفاوضات التمويل.


وفي سياق آخر، استثمرت شركة "الصين للمعادن" نحو 350 مليون دولار عام 2017 في شركة "سفيد دشت" الإيرانية للصلب، كما فازت بعقد لتصميم مشروع للتكوير. لكن وسائل إعلام محلية أفادت بتأجيل المشروع نتيجة مشكلات تمويلية.

أقرأ أيضاَ

صندوق النقد الدولي يتيح 834 مليون دولار للأردن في إطار تسهيلين

أقرأ أيضاَ

ترامب يهدّد بمضاعفة الرسوم الجمركية على إسبانيا